الفئة التي كانت قدرا من قدر الله يسلطه على من يشاء في الأرض فيمحو ويثبت في واقع الحياة والناس ما شاء الله من محو ومن إثبات، ذلك أنها لم تكن تتعامل مع ألفاظ هذا القرآن، ولا مع المعاني الجميلة التي تصورها. . وكفى. . ولكنها كانت تتعامل مع الحقيقة التي تمثلها آيات القرآن وتعيش في واقعها بها، ولها. .
وما يزال هذا القرآن بين أيدي الناس، قادرا على أن ينشئ بآياته تلك أفرادا وفئات تمحو وتثبت في الأرض - بإذن الله - ما يشاء الله ذلك حين تستقر هذه الصور في القلوب، فتأخذها جدا، وتتمثلها حقا، حقا تحسه، كأنها تلمسه بالأيدي وتراه بالأبصار (١).