للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (١)، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (٢)، وقال نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم -: «كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله، فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له (٣)».

٨ - الصبر: إن طبيعة دار الحياة الدنيا تختلف عن طبيعة دار البرزخ، ودار الآخرة، فالأولى دار ابتلاء والأخرى دار جزاء، والابتلاء يكون بالخير والشر، والصبر ضروري لدار الابتلاء بأنواعه الثلاثة. ولكن نتيجة الصبر محمودة، بل الصابرون هم الذين تنالهم رحمة الله، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٤) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٥) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٦).


(١) سورة الزمر الآية ٥٣
(٢) سورة غافر الآية ٧
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ٥١٢ رقم ٣٤٧٠، ومسلم في الصحيح كتاب التوبة باب ٤٦، وأحمد ٣/ ٢٠.
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٥) سورة البقرة الآية ١٥٦
(٦) سورة البقرة الآية ١٥٧