للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩ - العفو والرحمة: العبد مأمور بالعفو عن إخوانه المسلمين، ومأمور أيضا بالرحمة لخلق الله، وكما أن غيره محل الخطأ والضعف فهو أيضا محل الخطأ والضعف ومحتاج إلى عفو الله ورحمته، فإذا رحم خلق الله فهو يتسبب في تنزل رحمات الله عليه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله (٢)».

١٠ - الهجرة والجهاد: ترك الأوطان ومفارقة الأحبة، والتعرض للموت في سبيل الله من أشق العبادات على النفوس، والتي بسببها يحصل العبد على الدرجات العلا والمغفرة والرحمة والرضوان، قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣)، وقال عز وجل: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (٤) {دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٥).


(١) سورة البقرة الآية ١٧٨
(٢) أخرجه الترمذي في الجامع ٤/ ٣٢٣ رقم ١٩٢٤ ثم قال: حديث حسن صحيح من حديث عبد الله بن عمر.
(٣) سورة البقرة الآية ٢١٨
(٤) سورة النساء الآية ٩٥
(٥) سورة النساء الآية ٩٦