للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروق فسأله فقال: الباب عمر). ففي هذا الحديث عمر لم ينكر على حذيفة وقوع الفتن الصغيرة، وحذيفة أجابه إلى سؤاله بالنسبة للفتن الكبيرة.

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: (لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحد إلا وهو مشتمل على فتنة؛ لأن الله تعالى يقول: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (١). فأيكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن).

والله عز وجل يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (٢). وهذا عام في جميع الخلق


(١) سورة الأنفال الآية ٢٨
(٢) سورة الفرقان الآية ٢٠