للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل ما اتصل بالإنسان من أهله وولده ووالديه وأصحابه وعشيرته ومن يتعامل معهم كل هؤلاء، فهل يقوم بواجبه نحوهم من جلب خير أو دفع شر؟ وهل يكف يده عن حقهم وبصره عما متعوا به ويسأل الله من فضله، (١) ويكف لسانه عن غيبتهم وبهتهم؟ فقد ورد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال: صدق الله رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في الخطبة (٣)». وقد ورد عن حذيفة قال: (كنا جلوسا عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قلت: أنا كما قاله، قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذا لا يغلق أبدا، قلنا:


(١) انظر: إغاثة اللهفان: ٢/ ١٦٠.
(٢) سنن أبي داود: ١/ ٦٦٣ كتاب الصلاة باب الإمام يقطع الخطبة لأمر يحدث واللفظ له، سنن النسائي: ٣/ ١٠٨ كتاب الجمعة باب نزول الإمام عن المنبر ٣/ ١٩٣ كتاب العيدين باب نزول الإمام، مسند أحمد: ٥/ ٣٥٤، مستدرك الحاكم: ٤/ ١٨٩ - ١٩٠ كتاب اللباس وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
(٣) سورة التغابن الآية ١٥ (٢) {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}