للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتمحيص هنا كالتزكية والتطهير ونحو ذلك من الألفاظ، ويقال في الدعاء: اللهم محص عنا ذنوبنا، أي: أنزل ما علق بنا من الذنوب (١). فالمؤمن يمحص حتى يصدق ويبتلى ويختبر حتى يخلص بالبلاء الذي نزل به وكيف صبره ويقينه (٢). والله يمحص المؤمنين بما يكفر عنهم من ذنوبهم إن كانت لهم ذنوب، وإلا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به (٣). فهو تنقية لهم من الذنوب وآفات النفوس، كما أنه تخليص لهم من المنافقين، وتمييزهم عنهم، فيحصل لهم تمحيصان: تمحيص من نفوسهم وتمحيص ممن كان يظهر أنه من المسلمين (٤). وهذا ما سأوضحه في حكمة (التمييز بين المؤمنين والكفار) فالتمحيص للمؤمنين يكون:

١ - بتكفير السيئات.


(١) المفردات للراغب: ٤٦٤.
(٢) جامع البيان عن تأويل القرآن: ٤/ ١٠٧.
(٣) انظر تفسير القرآن العظيم: ١/ ٦١٢.
(٤) زاد المعاد ٣/ ٢٢٣.