للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كون الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل، أنهم مخصوصون بكمال الصبر وصحة الاحتساب، والأنبياء معصومون من الخطايا، ولهم الثواب والله أعلم.

وفي حديث المرأة التي كانت تصرع. دليل على أن الصرع يثاب عليه أكمل ثواب وفي صحيح مسلم قالت امرأة: «يا رسول الله دفنت ثلاثة قال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار (١)».

قال بعض السلف: فقد الثواب على المصيبة أعظم من المصيبة فإنه قد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المصاب من حرم الثواب (٢)». واحتجت الطائفة الأخرى من العلماء ممن أطلق القول بأن المصائب لا يثاب عليها وإنما يثاب على الصبر عليها بقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٣).


(١) صحيح مسلم: ٤/ ٢٠٣٠ كتاب البر باب فضل من يموت له ولد (٤٧) مسند أحمد: ٢/ ٤١٩.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) سورة الزمر الآية ١٠