للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت هذه الآثار ليست عملا فعله ويقوم به، لكنها متسببة عن فعله الاختياري وهي التي يقال لها متولدة (١) ا. هـ.

فتبين من كلام شيخ الإسلام أن المصائب مكفرات ومثيبات وإن كانت بسبب طاعة الله فإنه يثاب عليها وعلى ما يتولد منها، وهذا ما دلت عليه النصوص، فقد تقدم جملة من الأدلة على تكفير السيئات.

أما الأدلة العامة على رفع الدرجات فمنها: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة (٢)». وفي لفظ: «ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له حسنة أو حطت عنه بها خطيئة (٣)». وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط (٤)». وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من يرد الله به خيرا يصب منه (٥)». وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقول الله تعالى: ما


(١) أمراض القلوب وشفاؤها: ٢٠.
(٢) صحيح مسلم: ٣/ ١٩٩١ كتاب البر ثواب المؤمن فيما يصيبه (١٤) واللفظ له.
(٣) صحيح مسلم: ٤/ ١٩٩٢ كتاب البر ثواب المؤمن فيما يصيبه (١٤).
(٤) سنن الترمذي: ٤/ ٦٠١ كتاب الزهد باب ما جاء في الصبر على البلاء: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، سنن ابن ماجه: ٢/ ١٣٣٨ كتاب الفتن باب الصبر على البلاء (٢٣) وحسنه الألباني في صحيح الجامع: ١/ ٢١٦، وسلسلة الأحاديث الصحيحة: ١/ ٢٢٧ رقم ١٤٦.
(٥) تقدم.