للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحالقة والشاقة (١)».

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية (٢)».

ومن حكم الابتلاء التمييز بين المؤمنين والكفار كما تقدمت الإشارة إلى ذلك عند التمحيص. فالتمييز: من مزت الشيء أميزه ميزا: عزلته وفرزته، وكذلك ميزته تمييزا فانماز، وامتاز، وتميز، واستماز كله بمعنى، يقال: امتاز القوم إذا تميز بعضهم من بعض، وفلان يكاد يتميز من الغيظ أي ينقطع (٣). هذا معنى التمييز في اللغة، فالمراد هنا تمييز المؤمن من الكافر، وقد ثبت ذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (٤). قال الطبري - رحمه الله تعالى -: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا} (٥) منهم، في قولهم: آمنا، {وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (٦) منهم في قولهم ذلك، والله عالم بذلك منهم قبل الاختبار، وفي حال الاختبار، وبعد الاختبار، ولكن معنى ذلك:


(١) صحيح البخاري: ٢/ ٨٣ كتاب الجنائز باب ما ينهى الحلق عند المصيبة (٣٨) صحيح مسلم: ١/ ١٠٠ كتاب الإيمان باب تحريم ضرب الخدود (٤٤). الصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. الحالقة: هي التي تحلق شعرها.
(٢) صحيح البخاري: ٢/ ٨٣ كتاب الجنائز باب ليس منا من ضرب الخدود (٣٩) صحيح مسلم: ١/ ٩٩ كتاب الإيمان باب تحريم ضرب الخدود (٤٤) ودعوى الجاهلية: هي النياحة وندبة الميت والدعاء بالويل وشبهه، النووي على مسلم: ٢/ ١١٠.
(٣) الصحاح للجوهري: ٣/ ٨٩٧.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٣
(٥) سورة العنكبوت الآية ٣
(٦) سورة العنكبوت الآية ٣