للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأولى هي المعارضة للعقيدة، التي لا يسلم منها إلا من عرف الله ورسوله، وهي تأتي من ضعف البصيرة وقلة العلم، وخاصة إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى، وهي تؤدي إلى الكفر والنفاق والبدع، وهذا هو الضلال الذي من اتباع الفتن والشبهات ومنها:

١ - شبهة إيذاء الناس بترك ما أوجبه الله.

٢ - عبادة الأصنام وتزيين الشيطان.

٣ - شبهة الخوف من الموت وفوات الرزق بترك ما أوجبه الله.

ومن أنواع الفتن فتنة الناس، وهي من فتن الشبهات، فالناس يؤذون وتختلف درجاتهم في هذا الإيذاء، والله سبحانه ذكر صنفا من الناس لا يتحملون أي أذى في سبيل الله، فهؤلاء إيمانهم ليس بصادق وذلك لضعف إيمانهم، فإذا أوذي أحدهم بضرب أو أخذ مال أو تعيير ليرتد عن دينه ويرجع إلى الباطل - ويظن أن ما حصل له من هذا الأذى مثل عذاب الله وشتان - فإن هذا يجزع من عذاب الناس وأذاهم، ولا يصبر عليهم فيطيعهم (١). كطاعة الخائف من الله لله، وإيذاء الكفار للمؤمنين من أنواع الابتلاء والفتن، فالمنافقون الذين يقولون آمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم إذا حصل للمسلمين من الكفار أذى وهم معهم، جعلوا فتنة الناس أي أذاهم (٢) مع ضعفها وانقطاعها كعذاب الله الأليم الدائم، فمن في قلبه مرض اشتبه عليه الأمر، فظن أن العذابين


(١) انظر تفسير البغوي: ٣/ ٤٦٢: وتيسير الكريم الرحمن ٦/ ٧٠.
(٢) انظر أضواء البيان: ٦/ ٤٦٢.