للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن فتن الشبهات: شبهة عبادة الأصنام وتزيين الشيطان.

فعباد الأصنام ظنوا أن هذه الأصنام تقربهم إلى الله، كما قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (١). فهم يقولون تشفع لنا، فهم يخاطبون الأصنام ويقولون: إنا نخاطب أصحابها وهذا مما لم يشرعه الله (٢). فأصل المشركين صنفان: قوم نوح، وقوم إبراهيم، فشبهة قوم نوح تعظيم الصالحين والعكوف على قبورهم، حتى وصل الأمر بهم إلى الشرك. وشبهة قوم إبراهيم في الكواكب والشمس والقمر مما زينته لهم الشياطين (٣)، ومما يعتقدون فيها من المودة بينهم، كما قال تعالى عنهم: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} (٤).


(١) سورة الزمر الآية ٣
(٢) انظر فتاوى ابن تيمية: ١/ ١٥.
(٣) انظر فتاوى ابن تيمية: ١/ ١٥٧.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٢٥