للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما أن الشياطين يزينون كل سوء ومنكر، فهم يعينون عباد الأصنام ويتزينون لهم في صور صالحة تشبيها وتلبيسا عليهم، فيقول أحدهم أنا إبراهيم أنا المسيح أنا محمد أنا الخضر، وقد يقول بعضهم عن بعض هذا هو النبي وهذا هو الخضر، ويكون أولئك كلهم جنا يشهد بعضهم لبعض (١). وفتنة الشيطان من أعظم الفتن وخاصة إذا هم الإنسان بالخير أو دخل به، فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟ قال: فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كالغرس في الطول؟ قال: فعصاه فهاجر، قال: ثم قعد له بطريق الجهاد فقال له: هو جهد النفس والمال، فقال: فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال؟ قال: فعصاه فجاهد (٢)». لذلك حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - منه وبين أن من عصاه فقد نجا وفاز، وهذا ما يدل عليه بقية الحديث حيث قال: «. . فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو قتل كان حقا على


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١/ ١٥٧.
(٢) مسند الإمام أحمد: ٣/ ٤٨٣ واللفظ له، سنن النسائي: ٦/ ٢١ الجهاد مصنف ابن أبي شيبة ٥/ ٢٩٣ صحيح ابن حبان (الترتيب): ٧/ ٥٧ السير باب إيجاب الجنة للمهاجر والغازي انظر صحيح الجامع: ٢/ ٧٢.