للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشبهات الشيطان التي يلقيها في القلوب كثيرة؛ لذلك أمرنا بالاستعاذة منه كثيرا وخاصة عند قراءة القرآن؛ لأنه من أهم أعمال الخير وفيه فلاحنا ونجاحنا.

وقد بين الله أن في هذه السورة أناسا وقعوا في فتنة الشيطان أغراهم فهلكوا قال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (١) فحسن لهم الشيطان كفرهم بالله، وتكذيبهم رسله فصدهم عن السبيل فردهم بتزيينه لهم ما زين لهم من الكفر والصد عن سبيل الله، التي هي الإيمان به وبرسله (٢). مع ما لهم من العقول وما لديهم من دلائل الهدى، ولكن الشيطان بقوة فتنته جاءهم من باب غرورهم بأنفسهم وإعجابهم بما يأتون من الأعمال، وما هو فيه من مال ومتاع، فضيع عليهم الفرص مع ما يملكون من التبصر (٣). كما وصفهم الله بذلك في آخر الآية فقال: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (٤).


(١) سورة العنكبوت الآية ٣٨
(٢) جامع البيان عن تأويل القرآن: ٢٠/ ١٥٠.
(٣) انظر في ظلال القرآن: ٥/ ٢٧٣٥.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٣٨