للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضلال الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم كما قال مجاهد: أهل البدع والشبهات يتمسكون بما هو بدعة في الشرع ومشتبه في العقل، كما قال فيهم الإمام أحمد: هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب يحتجون بالمتشابه من الكلام ويضللون الناس بما يشبهون عليهم (١).

قال ابن تيمية: (المتشابه الموجود في القرآن تشابه نسبي فقد يتشابه عند هذا ما لا يتشابه عند غيره) (٢). يؤيد هذا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: «الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (٣)». ومن قال من السلف أن المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله فقد أصاب أيضا ومراده بالتأويل ما استأثر الله بعلمه مثل وقت الساعة ومجيء


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١٣/ ١٤٢.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١٣/ ١٤٤.
(٣) صحيح البخاري: ١/ ١٩ كتاب الإيمان باب فضل من استبرأ لدينه واللفظ له، صحيح مسلم: ٣/ ١٢١٩ كتاب المساقاة باب أخذ الحلال وترك الشبهات، كما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد: ٤/ ٢٦٩.