للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى مخاطبا أمهات المؤمنين: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (١).

فقال غير واحد من السلف: الحكمة هي السنة؛ لأن الذي كان يتلى في بيوت أزواج النبي، - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهن، سوى القرآن هو السنة، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (٢)»

وقال الإمام الشافعي - رحمه الله- بعد أن ساق الآيات الكريمة التي يأمر الله تعالى فيها باتباع الكتاب والحكمة، ويمتن بهما علينا، قال: (ذكر الله تعالى الكتاب، وهو القرآن، وذكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله. وهذا يشبه ما قال، والله أعلم، لأن القرآن ذكر وأتبعته الحكمة، فلم يجز- والله أعلم- أن يقال: الحكمة هاهنا إلا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله، وأن الله افترض طاعة رسوله، وحتم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقولي: فرض، إلا لكتاب الله ثم سنة رسوله، لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقرونا بالإيمان به، وسنة رسوله مبينة عن الله معنى ما أراد (٣).


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٤
(٢) أخرجه أبو داود: ٧/ ٧، ٨، والترمذي: ٧/ ٤٢٦، وابن ماجه: ١/ ٦، والإمام أحمد في المسند: ١٤/ ١٣١، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه: ١/ ٨٩. وصححه الألباني في المشكاة برقم (١٦٣).
(٣) الرسالة، للإمام الشافعي ص (٧٨، ٧٩)، وانظر: أحكام القرآن للشافعي، جمعه البيهقي: ١/ ٢٨ - ٣٩.