للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصول الدين والعقيدة أحسن بيان،

ودل الناس وهداهم إلى الأدلة العقلية والبراهين اليقينية التي بها يعلمون المطالب الإلهية، وبها يعلمون إثبات ربوبية الله، ووحدانيته وصفاته، وغير ذلك مما يحتاج إلى معرفته بالأدلة العقلية. بل وما يمكن بيانه بالأدلة العقلية- وإن كان لا يحتاج إليها، فإن كثيرا من الأمور يعرف بالخبر الصادق- ومع هذا فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين الأدلة العقلية الدالة عليها، فجمع بين الطريقين: السمعي (الشرعي) و (العقلي).

وبذلك يتبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نص على كل ما يعصم الأمة من المهالك نصا قاطعا للعذر، ولا يمكن أن يبين للناس أمور حياتهم وما يحتاجونه في الشريعة ثم يترك الجانب الرئيسي وهو العقيدة.

قال أبو ذر - رضي الله عنه -: «لقد توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما (١)»

وقيل لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -: «قد علمكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كل شي حتى الخراءة؟ فقال: أجل. . . (٢)».

وقال - صلى الله عليه وسلم - «تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ


(١) مسند الإماء أحمد: ٥/ ١٥٣، بتحقيق الشيخ أحمد شاكر.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الطهارة: ١/ ٢٢٣.