للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها بعدي إلا هالك (١)»

في أحاديث كثيرة وآثار- غير هذه - تبين أن مسائل العقيدة من أول ما يعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته. وفي سنته ما يقطع الحجة، ويوضح المحجة، ويوفي على الغاية، هداية وشفاء للصدور، وبيانا للحق.

هذا، وقد سبقت الإشارة إلى أن السنة هي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويندرج فيها الأحاديث الحسنة التي لم تبلغ رتبة الصحيح، ولذلك ينبغي التوثق والتثبت من صحة الحديث وقبوله عند الاستشهاد به والاحتجاج وبخاصة في قضايا الاعتقاد، فإن العقيدة لا تبنى على الأحاديث الضعيفة.

وقد يكون هذا الحديث الصحيح متواترا قطعي الثبوت، وقد يكون حديثا مشهورا مستفيضا يأخذ حكم المتواتر، وقد يكون حديث آحاد. وكلها في أصل الاحتجاج بها سواء عند صحتها، ينبغي الخضوع لها وقبولها على الرأس والعين، دون تمحل ولا تكلف، ودون التماس الأعذار لردها وعدم العمل بها، فإن (جميع ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشرع والبيان كله حق) (٢)، وإنما ينبغي- بعد ذلك - النظر في المنهج الصحيح للفهم والاستدلال وإعمال قواعد الاستنباط وضوابط


(١) أخرجه ابن ماجه: ١/ ٤، وابن عاصم في السنة: ١/ ٢٦ وصححه الألباني.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ص (٣٥٤ - ٣٥٧).