للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ت ٥٢٠ هـ)، وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم، فيقول في كتابه " تهافت التهافت) (١):

(لم يقل أحد من الناس في العلوم الإلهية قولا يعتد به، وليس يعصم أحد من الخطأ إلا من عصمه الله تعالى بأمر إلهي خارج عن طبيعة الإنسان، وهم الأنبياء).

وأما إمام المتكلمين، فخر الدين الرازي، الشهير بابن خطيب الري (٦٠٤ هـ) فيقول في وصيته التي أوصى بها تلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني: (. . . ولقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية. فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذلك إلا للعلم بأن العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العمقية، والمناهج الخفية. . .).

ثم يعلن عزوفه عن علم الكلام، الذي كتب فيه ما كتب، فيقول: (وأقول: ديني متابعة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما) (٢).


(١) تهافت التهافت: ٢/ ٥٤٧، تحقيق د. سليمان دنيا.
(٢) طبقات الشافعية الكبرى: ٨/ ٩٠ - ٩١، وانظر: سير أعلام النبلاء: ٢١/ ٥٠١.