للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحكام الإسلام اليوم، ومن الأحاديث الواردة بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وليس بأيدي الناس بعد كتاب الله إلا هذه النسخ الموجودة من السنن، وكذلك كتب الفقه الاعتماد فيها على النسخ.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث كتبه إلى الملوك وغيرهم، وتقوم بها حجته، ولم يكن يشافه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بكتابه مضمونه قط، ولا جرى هذا مدة حياته صلى الله عليه وسلم، بل يدفع به إليه الكتاب مختوما، ويأمر بدفعه إلى المكتوب إليه، وهذا معلوم بالضرورة، ولأهل العلم بسيرته وأيامه (١).

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما حق امرئ مسلم، له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده (٢)».

ولو لم يجز الاعتماد على الخط لم تكن كتابة وصيته جائزة.

قال إسحاق بن إبراهيم: قلت للإمام أحمد رضي الله عنه: الرجل يموت، وتوجد له وصية تحت رأسه من غير أن يكون أشهد عليها، أو أعلم بها أحدا، هل يجوز إنفاذ ما فيها؟ قال: إن كان عرف خطه، وهو مشهور الخط، فإنه ينفذ ما فيها (٣).


(١) انظر: الطرق الحكمية لابن القيم ص ٢٠١ - ٢٠٢.
(٢) رواه البخاري في كتاب الوصايا ج ٣، ص ١٨٦.
(٣) انظر: مسائل الإمام أحمد رواية ابن هاني ج ٢، ص ٤٤، ص ٥٠.