للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذكر أنواع الانحرافات العقدية وأشار إلى أثر البيئة والتربية الاجتماعية في اتجاه الإنسان إلى الفطرة، أو الانحراف عنها ولم يجعل الإسلام منها مما يدل على أنه الفطرة قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (١) وأنزل الكتب وأرسل الرسل وجعلهما ميزانا للحق ومصدرا له كما قال سبحانه: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} (٢).

وقد جاء الرسل بتكميل هذه الفطرة وتتميمها وتنميتها وإزالة غشاوة الباطل عنها كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٣).

فكان الناس على دين الله منذ خلقهم حتى حدث الشرك في قوم نوح عليه السلام، وتقدر هذه المدة بعشرة قرون ومن ذلك الوقت والناس قد انقسموا إلى مؤمن وكافر وموحد ومشرك، ولم تزل الرسالات السماوية تنزل لتكشف لوثة الباطل وتظهر الحق وتعلي دياره قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (٤) وكان حظ العرب من التوحيد ما أتاهم به نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل الذي تزوج من جرهم


(١) سورة الروم الآية ٣٠
(٢) سورة البقرة الآية ٢١٣
(٣) سورة النحل الآية ٣٦
(٤) سورة الصف الآية ٩