كاليونانية والهندية وهي ثقافات وثنية وقد بدأت ترجمتها في أواخر عهد بني أمية في المائة الثانية من الهجرة حيث كان خالد بن يزيد بن معاوية شغوفا بعلوم الأوائل وفلسفتهم ثم زادت حركة الترجمة- بعد توقف- في خلافة المأمون حيث أرسل لملوك البلدان من يجلب ما عندهم من مخطوطات العلوم والفنون فجلبوا له كتب الفلسفة التي اتفقوا على جلبها إلى العالم الإسلامي حتى يفسدوا عليه عقائده ويولدوا الفرقة فيه من داخله وهو نتيجة طبيعية لتلك المناظرات الفلسفية والمعارضات العقدية.
حادي عشر: كيد أعداء الإسلام والذين أظهروا الإسلام قصدا لفت قوته وتقويض دولته وزرع الخلافات بين أهله واتخذوا من الحركات الباطنية والسرية طريقا لنشر أباطيلهم ولقد كان لبعضهم من المكانة والمنزلة ما يسر له ذلك مثل ابن المقفع المجوسي والبرامكة عباد النار ممن كانت لهم صولة وجولة في أيام غيبة الوعي الإسلامي ومن أعظمهم أثرا وأكثرهم خطرا الوزير ابن العلقمي الرافضي والباطني والنصير الطوسي اللذان عن طريقهما قضي على حضارة الإسلام في المشرق عندما هيئوا للتتار طريق الدخول على المسلمين وتحطيم دولتهم والقضاء على معارفهم، كما أن للدول التي نشأت على أنقاض الخلافة الإسلامية كدولة الفاطميين والإسماعيليين والدولة الطولونية والحمدانية الشيعيتين، وغيرهما كالدولة الصفوية أثر كبير في القضاء على وحدة الأمة الإسلامية مما أحالها بعد الاجتماع إلى دويلات متفرقات ذات مشارب بعيدة كل البعد عن الإسلام الحق مما كان سببا في نشر