للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإجابة ليس العصاة منها محكوم لهم بالنجاة مطلقا، وظاهر الحديث إثبات النجاة على الإطلاق للفرقة الناجية، ولأن الحكم على ما عدا الناجية بالنار يدخل فيه العصاة والكفار من باب أولى فيكون على القول الأول المعنى أشمل، ويستفاد منه معنى أكثر من القول الثاني، ومما يقوى القول الأول حديث أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا، قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيتم لو كان لأحدكم خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم ألا، فيقال: قد بدلوا بعدك، فأقول: فسحقا فسحقا فسحقا (١)» ووجه دلالة الحديث أن قوله صلى الله عليه وسلم: «فليذادن رجال عن حوضي (٢)». . . إلى قوله: «أناديهم ألا هلم (٣)» مشعر بأنهم أمته وأنه عرفهم وقد بين أنهم بالغرر والتحجيل، فدل ذلك على أن هؤلاء الذين دعاهم قد كانوا بدلوا ذوو غرر وتحجيل.

وذلك من خاصية هذه الأمة فبان أنهم معدودون من الأمة


(١) رواه البخاري في كتاب الرقاق باب (٥٢)، ومسلم في كتاب الطهارة حديث (٢٩).
(٢) صحيح البخاري المساقاة (٢٣٦٧)، صحيح مسلم الطهارة (٢٤٩)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٣٠٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٠)، موطأ مالك الطهارة (٦٠).
(٣) صحيح مسلم الطهارة (٢٤٩)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٣٠٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٠)، موطأ مالك الطهارة (٦٠).