يعتبر ابن الهيثم أعظم علماء المسلمين في جميع فروع المعرفة، وخاصة علم الفيزياء، ومن أعظم الباحثين في علم الضوء في جميع العصور. كما أن له مؤلفات كثيرة في الطب والفلسفة والمنطق. ونال الشهرة بكتابه " المناظر " الذي يحتوي على اكتشافات كثيرة في فيزياء النظر ودراسة الانعكاس وانكسار الأشعة. وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية، وبقي المرجع الوحيد في هذا الحقل حتى القرن السابع عشر الميلادي في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوربا. وقال المؤلف روز بول في كتابه المختصر في تاريخ الرياضيات: إن ابن الهيثم برهن نظريات في علم الفيزياء الحديثة كانكسار الأشعة، مما أدى إلى تقدم هذا العلم إلى ما هو عليه الآن. ويستمر العالم المشهور في علم البصريات وعمله بدون شك يفوق بكثير عمل إقليدس وبطليموس.
ولمح عالم الرياضيات في القرن العشرين درك سترويك في كتابه ملخص تاريخ الرياضيات أن ابن الهيثم أعطى دراسة وافية بطريقة تحديد موضع صورة نقطة مضيئة في مرآة أسطوانية الشكل إذا ما عرف كل من النقطة والعين، وتقود هذه المسألة حل المسألة المعروفة عند الأوروبيين باسم مسألة (الحزين Alhazen، s Problem) وهي التي تتعلق بكيفية رسم خطين من نقطتين في مستوى دائرة يتلاقيان في نقطة على المحيط ويرسمان زاويتين متساويتين مع الخط العمودي في تلك النقطة. وتؤدي هذه المسألة إلى معادلة من الدرجة الرابعة س٤ + ب س٣ = جـ ( equation biquadratic) ، وقد حل بطريقة القطع الزائد ( hyperbola) أي: بواسطة تقاطع دائرة مع قطع مخروطي زائد. وفي القرن السابع عشر الميلادي أعطى عالم الرياضيات والفيزياء الهولندي كريسشن هيوجنس ( christian Huggen s) الذي ولد عام ١٦٢٩ ميلادية وتوفي عام ١٦٩٥ م صاحب الشهرة العظيمة بين علماء الرياضيات والفيزياء على السواء اهتماما كبيرا بهذه المسألة، ولا يقل عنه اهتماما عالم الهندسة الإنجليزي إسحاق باور ( Isaac Barrow) والذي عاش فيما بين (١٦٣٠ - ١٦٧٧ م)، والذي يعتبر من عمالقة علم الهندسة في القرن السابع عشر. ويجدر أن نرفق الشكلين الهندسيين المأخوذين من مخطوطة الحسن بن الهيثم في علم البصريات والتي توجد في معظم المكتبات العلمية الآن.