للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مائة)، ولا ريب في صحة هذا الحديث باعتبار الرواة والإسناد، ولكن مفهوم الحديث خلاف للعقل والشعور صريحا، ومفهومه يعلن ويجهر أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال هكذا كما نقل الراوي، بل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أباطيل وخرافات اليهود مثالا، وفهم الراوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله بيانا واقعيا؛ لأن كل إنسان إن حاسب في نفسه فوضح عليه أن فرض عدد الأزواج ستون، إن باشرهن سليمان عليه السلام في ساعة ٦ أزواج باشرهن كل الليل بغير توقف متواليا عشر ساعات فهل هذا ممكن عقلا؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:

ج: أولا: الحديث المضطرب هو الذي روي من طرق مختلفة متساوية في القوة، ولم يمكنه الجمع بينها، أما إن كان بعضها أقوى أو أمكن الجمع فلا اضطراب، وعلى هذا فلا يعتبر الاختلاف في عدد النساء في الحديث المسئول عنه اضطرابا يرد به الحديث؛ لأمرين:

الأول: رجحان الرواية التي ذكر فيها أن عددهن تسعون، فقد قال البخاري في صحيحه: قال شعيب وأبو الزناد: تسعين، وهو أصح (١).

الثاني: إمكان الجمع بين هذه الروايات، وقد ذهب إلى ذلك ابن حجر - رحمه الله - في كتابته على هذا الحديث في الباب


(١) البخاري برقم ٣٤٢٤، ومسلم برقم ١٦٥٤.