للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو حنيفة: (هذا رأيي وهذا أحسن ما رأيت، فمن جاء برأي خير منه قبلناه) (١).

روى الخطيب البغدادي بمسنده عن الحسن بن زياد اللؤلئي قال: سمعت أبا حنيفة يقول: (قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاء بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا) (٢).

ومالك يقول: (إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة) (٣)، وقد اشتهر عنه أنه كان لا يتعجل بالفتيا.

سأل رجل مالكا عن مسألة - وذكر أنه أرسل فيه من مسيرة ستة أشهر من المغرب - فقال له: أخبر الذي أرسلك أنه لا علم لي بها، قال: ومن يعلمها؟ قال: من علمه الله.

وسأله رجل عن مسألة استودعه إياها أهل المغرب، فقال: ما أدري ما ابتلينا بهذه المسألة ببلدنا، ولا سمعنا أحدا من أشياخنا تكلم فيها، ولكن تعود. فلما كان من الغد جاء وقد حمل ثقله على بغله يقوده، فقال: مسألتي؟ فقال: ما أدري ما هي؟ فقال الرجل: يا أبا عبد الله، تركت خلفي من يقول: ليس على وجه الأرض أعلم منك، فقال مالك غير مستوحش: إذا


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية، ج ٢٠ ص ٢١١.
(٢) انظر تاريخ بغداد، ج ١٣ ص ٣٥٢.
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية، ج ٢٠ ص ٢١١.