الفصل الخامس: مخالفة التلاميذ لأئمتهم اتباعا للحق:
حينما يقلد هؤلاء الأئمة إنما يقلدون اتباعا للحق، وحينما يظهر خلافه فسرعان ما نجد تلامذتهم يتبعون الحق.
وأورد مثالا لذلك: المناظرة التي جرت بين الإمام مالك بن أنس مع أبي يوسف صاحب أبي حنيفة؛ لما سأله عن الصاع والمد، فأمر مالك أهل المدينة بإحضار صيعانهم، وذكروا له أن إسنادها عن أسلافهم، فقال مالك لأبي يوسف: أترى هؤلاء يكذبون؟ قال: لا والله ما يكذبون، قال مالك: فأنا حررت هذه الصيعان فوجدتها خمسة أرطال وثلثا بأرطالكم يا أهل العراق، فقال أبو يوسف: رجعت إلى قولك يا أبا عبد الله، ولو رأى صاحبي ما رأيت لرجع كما رجعت.