للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا، بدليل هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الذين تخلفوا حتى تابوا (١) لما خاف عليهم من النفاق.

قال ابن عمر في أهل القدر: أخبرهم أني بريء منهم، وأنهم مني براء (٢).

وفي ضوء ما سبق فإن الإنكار على أهل البدع يكون واجبا على من قدر عليه.

المطلب الثاني: في الإنكار على من يخالف لهوى في نفسه أو إرضاء لغيره:

الخلاف الناشئ عن هوى مضل ليرضي غيره، أو ليحمد من الناس، وينال الغلبة على أقرانه عند الحكام، أو الظهور بمظهر العالم المستوعب للحياة ومشكلاتها عند وسائل الإعلام لا عن تحري قصد الشارع والالتفات إلى الأمر والنهي، أو التخيير فهو خلاف باطل إطلاقا؛ لأن العمل لا بد له من حامل يحمل عليه، وداع يدعو إليه، فإذا لم يكن لتلبية الشارع مدخل فليس إلا مقتضى الهوى والشهوة، وما كان كذلك فهو باطل إطلاقا.

روى الإمام مالك في الموطأ (٣) عن عبد الله بن مسعود


(١) انظر شرح السنة للبغوي، ج ١ ص ٢٢٤.
(٢) انظر شرح السنة للبغوي، ج ١ ص ٢٢٧، ٢٢٨.
(٣) انفرد به الإمام مالك، ورواه في جامع الصلاة رقم ٤١٨ عن يحيى بن سعيد وهو منقطع.