للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيطان عليهم كما روي ذلك عن سلمان الفارسي (١).

يقول ابن تيمية: وإذا ألزم ولاة الأمر الناس على ما لم يعرفوا حكمه ولم يمكنهم معرفته فإن البأس سيقع بينهم، وهذا من أعظم أسباب تغير الدول كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا (٢)، ويقول: فكيف يسوغ لولاة الأمر أن يمكنوا طوائف المسلمين من اعتداء بعضهم على بعض، وحكم بعضهم على بعض بقوله ومذهبه. هذا مما يوجب تغير الدول وانتقاضها فإنه لا صلاح للعباد على مثل هذا (٣).

ومن نتائج الجهل بالإنكار الصحيح تشكيك الناس بالدين الصحيح والهرج فيما لا علم لهم به، فيكثر المفتون بغير علم، ويكثر المنكرون عن جهل، فيتحول الناس إلى فعل العادات الجارية لا العبادات المشروعة، ويحصل بذلك غلبة الجهل وقلة الدين.

نسأل الله العفو والعافية، والحمد لله رب العالمين.


(١) انظر الموافقات للشاطبي، ج ٤ ص ١٦٩.
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية، ج ٣٥ ص ٣٨٨.
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية، ج ٣٥ ص ٣٨٠.