كتاب مجلة البحوث الإسلامية

مفاسد القول بالمجاز - قصر الإيمان على التصديق - ج: 47 - ص: 335

أن تحول - رجال وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (١) (٢). فقد جعل - سبحانه - الصلاة من الإيمان؛ لأن معنى الآية: وما كان الله ليضيع صلاتكم، التي كنتم تتوجهون فيها إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة إلى مكة المكرمة.

كما وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة، تفيد أن (العمل) من (الإيمان):

أ - فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان (٣)».

ب - وقال - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه (٤)».

ج - وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو

---

(١) سورة البقرة الآية ١٤٣
(٢) رواه البخاري (٤٠) في الإيمان، باب الصلاة من الإيمان
(٣) رواه مسلم (١/ ٤٦) في الإيمان، باب شعب الإيمان، وأبو داود (٤٦٧٦) في السنة، باب في رد الإرجاء، والنسائي (٨/ ١١٠) في الإيمان، باب ذكر شعب الإيمان. كلهم عن أبي هريرة.
(٤) رواه مسلم (١/ ٤٩) في الإيمان، بيان تحريم إيذاء الجار، عن أنس بن مالك.