للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤمن (١)».

فجعل - عليه الصلاة والسلام - قول: لا إله إلا الله، وإماطة الأذى، والحياء، ومحبة المسلم والجار، وتجنب الكبائر من الزنا والسرقة وشرب الخمر والنهبى، كل أولئك من الإيمان، وهي جملة أقوال وأعمال.

ومن هنا، كفر الإمام أحمد ووكيع بن الجراح - شيخ الشافعي - من قال: إن الإيمان هو التصديق فقط (٢).

وقد ضرب القائلون بالمجاز بكل هذه الأدلة عرض الحائط، وذهبوا يعتمدون على معاظلات ذهنية باردة، للتدليل على أن الإيمان إنما هو التصديق فقط، وأن العمل لا يدخل في مسماه إلا بطريق المجاز.

قال الأستاذ محمد قطب، موضحا ما لهذه المقولة من آثار في تدعيم خط الانحراف الذي أصاب حياة المسلمين بعد عصر السلف الصالح:

(القول: بأن الإيمان هو: التصديق، وإخراج العمل من مسمى الإيمان، كان من أخطر المزالق التي أدخلتها الفرق على


(١) رواه البخاري، (٢٤٧٥) في المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه، ومسلم (١/ ٥٤) في الإيمان، باب لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، واللفظ له، وأبو داود (٤٦٨٩) في السنة، الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والترمذي (٢٦٢٧) في الإيمان، ما جاء لا يزني الزاني، والنسائي (٨/ ٦٤) في السارق، تعظيم السرقة. رووه عن أبي هريرة
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية، (٧/ ١٢٠).