للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك العقيدة الصافية ومفهومها الصحيح.

فقد حدث تدريجيا تقاعس مستمر عن العمل بمقتضى هذا الدين، اكتفاء بأن حقيقة الإيمان مستقرة في القلب، وما دامت هذه الحقيقة مستقرة في القلب، فقد تم الإيمان المطلوب، ولم يعد يضر مع الإيمان شيء.

إن إخراج العمل من مسمى الإيمان في هذا الدين، الذي نزل لينشئ "واقعا" معينا، تحكمه شريعة الله ومنهجه للحياة، أمر مذهل في مجرد تصوره، فضلا عن أن يصدر عن "علماء" معتبرين في تاريخ هذه الأمة. كيف يتصور أمر هذا الدين، حين يكون تصديقا بالقلب وإقرارا باللسان، دون عمل بمقتضى هذا التصديق والإقرار في واقع الحياة.

ألهذا أنزل الله دينه، وأرسل رسوله - صلى الله عليه وسلم -!؟ لمجرد أن يصدق الناس بقلوبهم، ويقروا بألسنتهم، ثم يتركوا واقع الحياة تحكمه الجاهلية، التي لا تصدق بقلبها، ولا تقر بلسانها.

وكيف يغيرون ذلك الواقع الجاهلي بغير "عمل" واقعي إيجابي ملموس مشهود؟ ثم كيف يحافظون على النظام الرباني- بعد إنشائه - من عدوان الجاهلية الدائم، ومحاولتها نقضه؟ كل ذلك يتم بمجرد التصديق بالقلب، والإقرار باللسان! يا لها مهزلة مذهلة حين تلصق بالإسلام. .).