للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الربا وأنواعه]

الشيخ علي بن قاسم الفيفي

الحمد لله القوي المتين، القائل في كتابه المبين: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} (١)، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وآله وصحبه والتابعين، والسائرين على نهجه إلى يوم الدين.

وبعد: فلقد أوجب الله تعالى على العلماء أن يبينوا للناس ما نزل إليهم من الهدى والنور، وأن يوضحوا لهم ما التبس عليهم من أمر الحلال والحرام، وأخذ عليهم بذلك العهد والميثاق، وكلما تفاقم الأمر، وأحدق الخطر، واشتدت الحاجة إلى البيان، كان التبيين ألزم، والواجب عليهم أعظم، قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (٢)، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (٣) {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٤)، وفي الحديث: «من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار (٥)». رواه


(١) سورة الأعراف الآية ٦
(٢) سورة آل عمران الآية ١٨٧
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٩
(٤) سورة البقرة الآية ١٦٠
(٥) سنن ابن ماجه المقدمة (٢٦٥).