للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه.

ولا نجاة من سخط الله وأليم عذابه إلا لمن بين ونصح وأمر ونهى ووجه وأرشد وبذل الوسع في بيان حكم الشرع والعمل به في كل طارئ، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (١) {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (٢).

ولما كان الربا من أعظم المحرمات ومن السبع الموبقات، وقد تفشى في الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر، وانتشر التعامل به في البنوك والمصارف الربوية، واستعيرت له أسماء مختلفة؛ تلبيسا على العامة وإيهاما لهم بخلو بعض تلك المعاملات من الربا، حتى عظم خطره، وتطاير شرره، وكادت هذه المصارف والبنوك أن تقوض الاقتصاد الإسلامي المتحرر من الربا، فرأيت أن من الواجب علي كأي طالب علم يطلب لنفسه النجاة من مغبة السكوت، فحررت هذه النبذة الموجزة عن الربا وأنواعه، والقاعدة الشرعية التي يستطيع القارئ العادي أن يميز بها المعاملة الربوية من غير الربوية ليكون على بينة من أمره، فيجتنب ما حرمه الله عليه من الربا عملا بحديث: «الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (٣)». رواه مسلم، ويطلب الحلال الطيب؛ لأن الضد يعرف بضده.


(١) سورة الأعراف الآية ١٦٤
(٢) سورة الأعراف الآية ١٦٥
(٣) صحيح مسلم الإيمان (٥٥)، سنن النسائي البيعة (٤١٩٧)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٠٢).