للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنوب، الإمام " المجدد، العالم العامل، الفذ التقي السخي، عالي الهمة، حسن النية، سلفي العقيدة الشيخ عبد الله القرعاوي، الذي اختار طلب العلم، ونشره منهجا، وجعل الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة له سبيلا، وفي عام ١٣٥٩ هـ، شاء الله أن يلتقي هذا الداعية بالشيخ حافظ، فتعرف عليه، وعجب من ذكائه وحرصه، وصراحته في القول، ففرح الشيخ حافظ بما عرضه عليه الشيخ القرعاوي لرغبته العلم، إلا أن هذا العرض كان مشروطا بموافقة الوالدين، إلا أنهما لشدة حاجتهما لم يسمحا له بالذهاب إلى سامطة، كما هو طلب الشيخ القرعاوي، الذي رغب فيه، فظل يتعهده بالدروس والتوجيه حتى حل عام ١٣٦٠ هـ، حيث توفيت أمه، ثم توفي أبوه، فلازم شيخه ملازمة مستمرة (١). إلا أن شاعر الجنوب: محمد بن علي السنوسي - رحمه الله- قال عنه: ولد حافظ عام ١٣٤٣ هـ في قرية من قرى بني شبيل، تدعى الجاضع بينها وبين سامطة مسافة قريبة، وكان أبواه فقيرين أميين، فشب كما يشب أبناء البادية، بين مرابض الغنم، ومعاطن الإبل، ومنابت العشب، بعيدا كل البعد عن البيئات العلمية في أبسط مظاهرها (٢) ولكن الصحة في تاريخ ومكان ولادته، ما ذكره الدكتور أحمد بن الشيخ حافظ، في تراجمه العديدة لوالده، وعنه أخذ كل


(١) " الأفنان الندية " ١/ ٥ - ٦.
(٢) " محمد السنوسي شاعرا "، لمحمود شاكر ص ١٠.