للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبع سنين، أدخله والده مع لشقيقه الأكبر محمد، مدرسة لتعليم القرآن الكريم، بقرية الجاضع، فقرأ على مدرسه بها جزأي عم وتبارك، ثم واصل قراءته مع أخيه، حتى أتتم قراءة القرآن، قراءة مجودة خلال أشهر معدودة، ثم أكمل حفظه حفظا تاما بعيد ذلك.

اشتغل بعدئذ بتحسين الخط، فأولاه أكبر جهوده حتى أتقنه، وكان ينسخ من مصحف مكتوب بخط ممتاز، إلى جانب اشتغاله مع أخيه بقراءة بعض الكتب في الفقه والفرائض، والحديث والتفسير، والتوحيد، مطالعة وحفظا بمنزل والده، إذ لم يكن بالقرية عالم يوثق بعلمه، فيتتلمذ على يديه (١).

ومع رغبته العلمية، إلا أنه آثر عليها بر الوالدين، فكان ينتجع المرعى بغنيمات أهله، متجولا في الصحراء، فساق الله في عام ١٣٥٨ هـ لمنطقة جازان عالما متحمسا، سمع ما كان فيها من الجهل، هو الشيخ عبد الله القرعاوي، الذي نذر نفسه مخلصا لله، بأن يقوم بالدعوة إلى دين الله الخالص، وتصحيح العقيدة الإسلامية في القلوب، وقد زار الشيخ القرعاوي قرية الجاضع، حيث حضر حافظ دروسه، ورغم أنه أصغر الحاضرين سنا، إلا أنه كان أسرعهم فهما، وأكثرهم حفظا واستيعابا، حيث أعجب به الشيخ القرعاوي، وقال في هذا: وهكذا جلست عدة أيام في الجاضع، وحافظ يأخذ الدروس، وإن فاته شيء نقله من زملائه،


(١) انظر: مقدمة " معارج القبول " ص: س.