فهو على اسمه حافظ، يحفظ بقلبه وخطه، والطلبة الكبار كانوا يراجعونه في كل ما يشكل عليهم في المعنى والكتابة، لأني كنت أملي عليهم إملاء، ثم أشرحه لهم (١).
وقد صدقت فراسة الشيخ القرعاوي في نباهة تلميذه، عندما وصلته رسالة من التلميذ حافظ، ذات خط جميل، يطلب فيها من الشيخ القدوم إلى قرية الجاضع، مع بعض تلاميذه، وقد صدر الرسالة بهذين البيتين:
إن الذي رقم الكتاب بكفه ... يقري السلام على الذي يقراه
وعلى الذي يقراه ألف تحية ... مقرونة بالمسك حين تراه
ثم يطلب منه إعارته كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- وبعد إجابة الدعوة والانتجاع إلى الجاضع، وجد الشيخ تلميذه مثلما ظن أو أكثر، فأجلسه بجانبه، وأولاه عناية خاصة.
وقد توسع أحمد علوش، في تفاصيل حكاية لقاء الشيخ القرعاوي بتلميذه حافظ، في قرية الجاضع، الذي تم في يوم الخميس ١١/ ٨ / ١٣٥٩ هـ، والدروس الأولية التي أخذها التلميذ عن أستاذه، إذ كان اليوم الدراسي يبدأ بعد صلاة الفجر، إلى صلاة العشاء، بقية شهر شعبان، حيث رجع الشيخ وتلاميذه إلى سامطة.