للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكن عاجلته المنية قبل الشروع فيه (١).

يطلق بعض النقاد العرب على الأدب عبارة: إنه الأخذ من كل فن بطرف، وعلى هذا فإن العالم يكون أديبا، ولا يكون المفرغ للأدب عالما.

ولما كان للأدب شعبتان: الشعر والنثر، فإن حكمنا على الشيخ حافظ من هذا المنطلق يبين أنه أديب وإن لم يتفرغ للأدب، وكونه شاعرا وناثرا، جاء من موهبة فطرية، وسليقة عربية، لذا فإن ذكاءه الوقاد، وحافظته النادرة، وما حباه الله من مواهب عديدة، هذه الخصال جعلته يتجه للعلوم الشرعية، حيث وظف قدراته الأدبية في تبسيط وتوضيح العلوم الشرعية، وهذا منهج اختطه المسلمون منذ ملأت أنوار الإيمان قلوبهم، فسطعت لذلك قرائحهم الشعرية، لينطلق العامل النفسي: إيمانا ويقينا، مسيرا الغرض الأدبي: شعرا ونثرا.

فاتجه بذلك الأدب إلى منهج جديد، يتلاءم مع مبادئ دين الإسلام، وما تدعو إليه تعاليمه، وفق ما جاء في مصدري التشريع: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبذا تغيرت المفاهيم، وجدت الأغراض، التي انطلق منها الشعراء، وفق دلالة الآيات الكريمات في آخر سورة الشعراء، حيث سميت " السورة باسم ما ينبئ عنه المقصود بالمعنى في


(١) انظر: " السمط الحاوي" ص ١٢١. وانظر كتاب الشيخ زيد المدخلي: " الشيخ حافظ الحكمي " ص ٤٩.