للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآيات: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (١) {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (٢) {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (٣) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (٤)

ثم لما توسعت مدارس العلم للطلبة في البلاد، حرص القادرون على قول الشعر- لإدراكهم سهولة الحفظ- على نظم بعض العلوم، لأن النظم العلي في سبكه، وأسلوبه، يختلف عما يهتم به الشاعر، في الشعر، لأي غرض من الأغراض، واتبعوا منهج السابقين في نظم بعض العلوم، كما حصل في النحو بالألفيات العديدة: لابن مالك وابن معطي، وغيرهما والأجرومية في النحو، والرحبية في الفرائض، وبعض المنظومات في الفقه كعقد الفرائد لابن عبد القوي، وغير ذلك كثير، مما دفع بنقاد الأدب إلى محاولة إخراج من يسخر الشعر لتبسيط العلوم، عن دلالة الأدب، بأن قالوا: هؤلاء نظام، والشعر غير النظم، بحجة أن خيال الشاعر، ومحسناته اللفظية، والأغراض المعهودة لا تأتي في النظم العلمي.

لكن المؤكد أن من ينظم، فإن لديه قدرة شاعرية جيدة، وموهبة لا يستهان بها.

ولذا فإن الشيخ حافظا بما أعطاه الله من ملكة شعرية يصبح ناظما وشاعرا، إلى جانب كونه ناثرا، كما في خطبه العديدة،


(١) سورة الشعراء الآية ٢٢٤
(٢) سورة الشعراء الآية ٢٢٥
(٣) سورة الشعراء الآية ٢٢٦
(٤) سورة الشعراء الآية ٢٢٧