للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأن الأقرب رابطة، أقدر على معرفة سمات ذلك الإنسان من غيره، وكذا التعرف على طباع نفسه، وما جبلت عليه.

والشيخ حافظ نستطيع أن نأخذ صفاته مما رصده ابنه أحمد، نقلا عن عمه محمد، لأن محمدا هذا هو الأكبر من أخيه حافظ، وهو من الملازمين له، فقال: (ويكفي أن أورد هنا ما قاله عنه شقيقه الأكبر عمي- حفظه الله- في رسالة كتبها إلي إجابة لطلبي:

كان رحمه الله على جانب كبير من الورع والكرم، والعفة والتقوى، قوي الإيمان، شديد التمسك، صداعا بالحق، يأمر بالمعروف ويأتيه، وينهى عن المنكر ويبتعد عنه، لا تأخذه في الله لومة لائم.

وكانت مجالسه دائما عامرة بالدرس والمذاكرة، وتحصيل العلم، تغص بطلابه في البيت والمسجد والمدرسة، لا يمل المرء حديثه، ولا يسأم جليسه.

وكان جل وقته ملازما لتلاوة القرآن الكريم، ومطالعة الكتب العلمية، بالإضافة إلى التدريس، والتأليف والمذاكرة، وكان خفيف النفس، يحب الرياضة والدعابة، والمزاح مع زملائه وطلابه وزواره، مما يجذب قلوب الناس إليه، ويحبب إليهم مجالسته، والاستفادة منه) (١).


(١) انظر: مقدمة " معارج" القبول "، ط ٣، ص: ث.