للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانوا يستفتحون بـ لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها (٢)».

فقد بين الأوزاعي في روايته أنه لم يسمعه من قتادة، وإنما كتب إليه، والخلاف في صحة الرواية بالكتابة معروف، وعلى تقدير صحتها؛ فأصحاب قتادة الذين سمعوه منه، أيوب وأبو عوانة وغيرهما، لم يتعرضوا لنفي البسملة كما تقدم.

وأيضا ففي طريق مسلم، الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وإن كان قد صرح بسماعه من الأوزاعي، فإنه يدلس تدليس التسوية، أي: يسقط شيخ شيخه الضعيف.

نعم لمسلم من رواية شعبة عن قتادة عن أنس: «فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (٣)».

ولا يلزم من نفي السماع عدم الوقوع، بخلاف


(١) صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة - ١/ ٢٩٩ - حديث (٥٢).
(٢) سورة الفاتحة الآية ٢ (١) {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(٣) صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة - ١/ ٢٩٩ حديث (٥٠).