والقدرة، فإن هذا لا يمنع بعض خلق الله من الاجتهاد في الطاعة، فإن تقدم في طاعته واجتهاده حتى صار من السابقين المقربين فهنيئا له، وإن اقتصد وكان من أهل اليمين فسلام عليه، وإن أذنب هذا أو ذاك أو أخطأ فعليه المبادرة إلى التوبة، فخير الخطائين التوابون، الذين لا يتمادون في المعصية ولا يبارزون الله بها.
فإذا ما أطلق على هؤلاء اسم الصوفية ما زاد ذلك من قدرتهم شيئا، والأولى أن يأخذ هؤلاء بيد غيرهم تحت شعار واحد هو الإسلام، بلا فرق، ولا طرق، ولا طوائف، ولا تفرق. الإسلام ببساطته المعهودة، وكمالاته المشهودة، وأنواره الممدودة، فليس في الإسلام كهنة ولا كهنوت، وليس فيه تسيد ولا جبروت.
٥ - إن الإسلام هو دين النيات الحسنة، ولا مكان فيه للنيات السيئة، ومن حسن النية في الإسلام، ألا يعلن الإنسان عما يفوق غيره فيه من مراتب الإيمان، ولذا فإن الولي الحقيقي لا يتظاهر بالولاية أبدا، ولكن إذا شعر الناس بمكانته، بما شف عنه صادق عقيدته وتواضعه بين خلق الله، وأحسوا أنه مؤمن ورع، فلا يجوز لهما أن يرفعوه إلى مرتبة أعلى من مرتبة إنسانيته؛ لأن الغلو فيه شرك بالله، وإن كان هذا الغلو في سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم، فما بالنا بشخص