للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم تنشدها، وهي في كل الأحوال ضرورية لتمييز العادات عن العبادات والارتفاع بالعادات إلى مرتبة القربات المثاب عليها، وتحديد درجة العبادة، سواء ألزم الشرع إظهارها أم اكتفى ببقائها في محلها وهو القلب دونما حاجة للتعبير عنها، ولو وقف مدعوا الولاية والتصوف عند هذه الحقائق لما كانت هناك طرق ولا فرق.

٣ - ما يترتب على التعريف:

(أ) النية لا تؤثر في الإخلاص، وإنما تتأثر النية بالإخلاص:

بحيث إنه إذا وجد الإخلاص، حسنت النية وأثيب المنتوي إذا تابع بها عقيدة الإسلام ونبي الإسلام، ولكن الدرجة تتفاوت، فهناك المخلص في بعض الأعمال؛ وهذا لا يكفي، وهناك المخلص في كل الأعمال، لأنه جمع بين جوانحه قلبا صالحا، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير الذي رواه البخاري ومسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله (١)». فإخلاص القلب وصلاحه يقيم دعائم نية سليمة لا تهدف إلا إلى الخير، ولا تتمثل غير التقوى، ولا تتغيا سوى الأمن التام في الآخرة: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} (٢) {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (٣).


(١) صحيح البخاري الإيمان (٥٢)، صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٩)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٨٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٧٠)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٣١).
(٢) سورة الشعراء الآية ٨٨
(٣) سورة الشعراء الآية ٨٩