للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله) (١) (فالعمل بغير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء، والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء) وإذا فكلما كان الإنسان مخلصا كلما كانت النية سليمة؛ لأن النية بغير إخلاص رياء، وفي سبيل التخلص من الرياء لا ينبغي للإنسان أن يترك العمل المشروع؛ لأن ذلك وقوع في مصايد الشيطان ومكايده، ولعل أعظم الأعمال الآن هي الجهاد في سبيل الله، ومعلوم أن: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (٢)»، كما قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى، الذي رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، أما من قاتل ليقال: إنه شجاع فنيته سيئة وهو في النار شأنه شأن المشرك بالله، والمرائي والمنافق، فهم أشد النيات سوءا، سواء كان الشرك في الربوبية كالشرك النافي للربوبية والمعطل لها، وصورته: قول من يقول بإفك فرعون: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٣) وإضافة آلهة أخرى مع الله. . . أو كان شركا في توحيد أسماء الله وصفاته كتشبيه الخالق بالمخلوق في السمع والبصر والاستواء، أو الإلحاد في أسماء الله، وكالشرك في توحيد الإلهية والعبادة،


(١) شرح حديث إنما الأعمال بالنيات لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ٢٠
(٢) صحيح البخاري العلم (١٢٣)، صحيح مسلم الإمارة (١٩٠٤)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٤٦)، سنن النسائي الجهاد (٣١٣٦)، سنن أبو داود الجهاد (٢٥١٧)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٧٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤١٧).
(٣) سورة الشعراء الآية ٢٣