للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأن يجعل الناس لله أندادا يدعونهم ويسألونهم الشفاعة، وهو ما نراه كثيرا في أيامنا هذه من المسلمين الغافلين عن أنه لا معبود بحق سوى الله، وأنه لا ند لله، ومثل الشرك الأصغر الذي من صوره: الرياء اليسير، وطلب المنزلة والجاه عند الخلق، أما الرياء فإنه ينقسم إلى أنواع منها: أن يعمل الإنسان عملا صالحا، لا بنية طلب ثواب، وإنما بنية مراءاة الناس فهذا عمل حابط، وقد يقوم بالعمل الصالح طلبا للثواب في الدنيا، ومن يفعل ذلك فلا حظ له في ثواب الآخرة بحسب نيته، وأما النفاق فهو إن كان اعتقاديا فإنه يخرج صاحبه من ملة الإسلام، ويكون ممن قال الله تعالى فيهم من المكذبين بأصول الدين والكافرين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (١).

إنه إذا كان إظهار النية باللسان غير مطلوب في العبادات إلا ما نص عليه، فإن أفعال الشرك التي تكون امتناعا عما نهى الله ورسوله عنه، لا تحتاج في الصحيح إلى نية، وتحصل الإثابة على النية العامة، فقد أمرنا الشرع الحنيف باجتناب ما نهى الله ورسوله عنه جملة واحدة، ولا يلزم لذلك استحضار المنهي عنه واستذكاره، ثم إتباع ذلك بنية اجتنابه، ففي هذا من الحرج والمشقة ما لا يخفى، والدين يسر، وقد مثل لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:


(١) سورة النساء الآية ١٤٥