للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستقيم) (١)، وهكذا تتحدد المقاصد بالنيات، ولا يوجد خلاف بين أهل العلم في لزوم النية في المقاصد، سواء تعلق الأمر بأعمال الجوارح أو أعمال القلوب (٢) والأقوال، فمن حديث معاذ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال " على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم (٣)».

فإذا انعدمت الطاعة انتفت الحكمة الكامنة وراء النية وحبط عمل الإنسان وباء بالخسران المبين سواء تعلق الأمر بعبادات أو عادات أو معاملات.

وبيان ذلك أن حكمة مشروعية النية تكمن في تمييز العادات من العبادات، وتمييز مراتب العبادات بعضها عن بعض (٤) فأي فعل كالغسل والذهاب إلى المسجد ودفع المال وملاقاة العدو قد يتم على سبيل العادة، وقد ينوي الشخص إتيانه عبادة لا لمجرد النظافة ولا للراحة ولا للهدية ولا الرياء في الأمثلة المتقدمة وعندئذ تميز النية العادة عن العبادة.


(١) إعلام الموقعين لابن القيم ج ٤ ص ١٩٩.
(٢) قال تعالى: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم سورة الحج، الآية ٢٥.
(٣) رواه الترمذي في كتاب الإيمان، وقال: حديث حسن صحيح.
(٤) الأشباه والنظائر للسيوطي ص ١٢.