الشرك ينطوي على نية خبيثة، حيث لم يستطع الإنسان أن يوجه إرادته صوب كل ما يقربه من دينه الخالص بحيث يعتقد اعتقادا جازما أنه لا نجاة بغير التوحيد المطلق توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
والذي لا شك فيه أنه كلما دعم الإنسان نفسه بقوة أخلاقية، كانت نيته أسلم وطاقته أعظم وقدرته على الاقتراب من الحق أوضح، ولا سبيل لذلك إلا باتباع هداية الله كما وردت في كتابه الكريم:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(١)، فبفضل الإرادة المستندة إلى الطاقة الروحية المنبثقة من هدي القرآن يستطيع الإنسان أن يتحدى غرائزه، وأن يكبح جماح نوازعه، وأن يتغلب على الظروف التي تجابهه، وعندئذ تصفو نفسه، وتحسن نيته ويكون أقدر على الانطلاق صوب المثل الدينية العليا ولو بالتضحية، فلا يخلد إلى الأرض متبعا هواه، ولا يسير على طريق ضلالة الآباء، ولا يحب الفواحش ولا يقبل الفتنة، بل يصبح مهتديا لا ضالا، مستجيبا للحق لا واقعا في إسار الإغراء، محبة للإيمان لا راكنا إلى العصيان، شاكرا أنعم الله لا متسخطا على ما أعطاه إياه، متحكما في نفسه الأمارة بالسوء، لا مستجيبا لهواه، منيبا إلى الله، باحثا