للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سوء النية:

ويزداد الإثم عن الابتداع، بحيث يصبح المبتدع ليس فقط خطرا على نفسه، بل خطر على العقيدة والدين، إذا علم المبتدع أن ما يحدثه مخالف لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة، فهنا تسوء النيات، ويصبح أهل الابتداع أقواما لا غرض لهم إلا هدم الدين والقول بما ليس فيه، بل ودس الأكاذيب والافتراءات عليه، سواء تعلق الأمر بمجال العقائد والعبادات أو بمجال العادات.

بلا حجة:

وأظهر دليل على سوء نية هؤلاء أنهم يحاولون البحث عن سند لهم في الشريعة يضللون به العامة، ويخوفون به من يحاول إظهار زيغهم وكشف ضلالهم، فهم يقولون إنهم لا يأتون ما يأتون إلا اتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي: «من سن سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (١)». فالمبتدعون ابتداعا يخالف الكتاب والسنة والإجماع، يكسون ابتداعهم بمظاهر خارجية تنبئ للوهلة الأولى عن أنها تتفق مع الشريعة، ولكن إنعام النظر فيها يفضح أصحابها ويبين أنهم أكثر خطرا على الإسلام من العدو الظاهر الواضح.

السنة الحسنة:

إن السنة الحسنة لا تخالف الكتاب، ولا تخالف قولا أو فعلا أو تقريرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تخالف إجماع الأمة، وعلى الداعية إلى


(١) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧)، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٥)، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٠٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٥٩)، سنن الدارمي المقدمة (٥١٢).