الله أن يعي دائما أن أعداء الإسلام لن يسلموا بالحق طالما ساءت نياتهم، ولذا لا يجب الجدل مع أقوام يخالفون الكتاب علانية ويهدمون السنة بزعم أنهم يستنون سنة حسنة، وهم يعلمون أن ما يأتونه مخالف للسنة النبوية المطهرة، ولا يقيمون وزنا لإجماع الأمة، ولذا فإن فضح أكاذيب هؤلاء، وبيان ضلال بدعهم أمام العامة يكون من أفضل القربات إلى الله في زمن صارت البدعة فيه عادة، وصار الناس فيه من كثرة ما ألفوها ودرجوا عليها يحسبونها من شرع الله، ولا شك أن بيان الضلال في ذلك يحتاج إلى صبر ومثابرة، كما يحتاج إلى يقين ثابت بأن الباطل لا عقل فيه، ولهذا يهدمه العقل الديني المستنير، وأن الضلال لا روح فيه ولذا ينهار أمام النور الإيماني للمنهج الإسلامي القويم.
سكوت العلماء:
فالحذر إذا من سكوت العلماء في أي بلد إسلامي، فقد كان سكوتهم أحد أسباب انتشار هذا الداء الوبيل، ذلك أن سكوت العالم عن محاربة البدع يؤول لدى العامة على أن البدع التي يرونها ويمارسونها ليست مخالفة للشرع، والحذر كذلك من وقوع حكام المسلمين في إثم تأييد هذه البدع، وإظهارها في صورة الشيء المتفق مع الشريعة، ويشارك الحكام في وزرهم هذا بعض العلماء الذين يطمعون في المناصب أو يخشون جاه السلطان، فيفتون بما يحلل هذه البدع الفاحشة، أو بما يؤدي إلى الافتراء على الله كذبا، أو إلى اتباع خطوات الشيطان مع العلم الكامل بأن الله سبحانه وتعالى