للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود، فطمأنه الشيخ، وقال له أبشر بخير وهذا الذي أدعو إليه دين الله، وسوف يظهره الله، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد. يقال أن الذي أخبره به زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له أبشر بهذه الغنيمة العظيمة هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، ويدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا لها من غنيمة!. بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله، وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير. فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير، رحمة الله عليه، وأكرم الله مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم، وقصده وسلم عليه، وتحدث معه، وقال له: يا شيخ محمد أبشر بالنصرة، وأبشر بالأمن، وأبشر بالمساعدة، فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة. وهذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا. فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله وعلى الجهاد في سبيل الله،