٣ - وقسم ثالث:(خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم فتزلهم عن مراكزهم وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره وبين خصوم الدعوة حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة بلغت مجلدات طبع أكثرها والحمد لله).
واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية وجد الأسرة السعودية على ذلك، ورفعت راية لجهاد، وبدأ الجهاد من عام ١١٥٨ هـ، بدأ الجهاد بالسيف وبالكلام والبيان والحجة والبرهان ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف قمعا للباطل، فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام ١١٥٨ هـ إلى أن توفي الشيخ في عام ١٢٠٦ هـ، فاستمر الجهاد والدعوة قريبا من خمسين عاما، جهاد ودعوة ونضال وجدال في الحق، وإيضاح كل ما قاله الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة